قيام الليل هو قضاء الليل كلّه أو بعضه في عبادة الله عزّ وجل من صلاة، وتلاوة القرآن الكريم، ودعاء الله تعالى والذكر، وهو الأنس بالله وحده، وبه ترتاح القلوب وتصفو، وتنجلي الكربات وتنهمر العَبَرات، كما أنّه يمدّ الجسم بالقوة والنفس بالسعادة، وهو سنة نبويّة وخصلة من خصال المتقين، ومن ذاق حلاوته صار دأبَه وعادتَه، خاصة في الثلث الأخير من الليل حيث النزول الإلهيّ، واستشعار القرب منه، واستجابة الدعوات، وغفران الذنوب والزلات، فعن عائشة رضي الله عنها: ( أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقومُ منَ الليلِ حتى تتفَطَّرَ قدَماه، فقالتْ عائشةُ: لِمَ تَصنَعُ هذا يا رسولَ الله، وقد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم من ذَنْبِك وما تأخَّر؟ قال: ( أفلا أُحِبُّ أن أكونَ عبدًا شَكورًا ))، [صحيح البخاريّ].
فضل قيام الليليبدأ بعد أداء فريضة العشاء ويمتد حتى طلوع الفجر، وأفضل أوقاته الثلث الأخير من الليل لقول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: (يَنْزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حينَ يَبْقَى ثُلُثُ الليلِ الآخرِ، يقولُ: من يَدعوني فأَستجيبُ لهُ، من يَسْأَلُنِي فأُعْطِيهِ، من يَستغفرني فأَغْفِرُ لهُ)، [صحيح البخاري].
لا يوجد عدد محدد من الركعات، فللعبد أن يصلي ما شاء، لكن أفضل صلاة هي صلاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والموضحة في الحديث النبويّ الشريف: (أنَّهُ سألَ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها: كيف كانت صلاةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في رمضانَ؟ فقالت: ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِهِ على إحدى عشرةَ ركعةً، يُصلِّي أربعًا، فلا تَسَلْ عن حُسنهِنَّ وطُولهِنَّ، ثم يُصلِّي أربعًا، فلا تَسَلْ عن حُسنهِنَّ وطُولهِنَّ، ثم يُصلِّي ثلاثًا. قالت عائشةُ: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أتنامُ قبلَ أن تُوتِرَ؟ فقال: يا عائشةُ، إنَّ عيني تنامانِ ولا ينامُ قلبي) [صحيح البخاريّ].
الأسباب المُعينة على قيام الليلالمقالات المتعلقة بما هو فضل قيام الليل